الدكتورة/ يوليا الشرفي
قصتنا هذه كانت مع إحدئ الحالات الصعبة التي واجهتننا، وبفضل الله قمنا بمعالجتها وتم الحصول فيها على حمل بعد تأخره لخمس سنوات وتمت الولادة بتوأم بنتان جميلتان حيث أن عمر المرأة كان 26 عاما و كانت تعاني من مرض البطانة المهاجرة وكان لديها كيس دموي في أحد المبايض.
و البطانة المهاجرة بحد ذاتها تحد من نسبة الحصول على الحمل و غالبا ما تكون سببا لتأخر الحمل فقمت بالتحضير اللازم للمرأة قبل البدأ في برنامج أطفال الأنابيب بمساعدة الحقن المجهري و من ثم بدأنا البرنامج و كلنا آمال بالله للحصول على النجاح.
طبعا قمنا بتنشيط المبايض في البروتوكول الطويل الذي يعتبر من أفضل البروتوكولات عند النساء اللواتي عندهن مرض البطانة المهاجرة و بعد سحب 6 بويضات تبين بواسطة جهاز السونار أن بطانة الرحم لا تمتلك الصورة المثالية للقيام بإرجاع الأجنة في نفس دورة البرنامج كما أنه في اليوم المقرر لأخذ الحقنة التفجيرية كان فحص هرمون البروجسترون مرتفع فتم إتخاذ قرار تجميد كل الأجنة و نقلهم في دورة أخرى بعد تحضير محكم لبطانة الرحم ️.
ثم تم تجميد 3 أجنة على اليوم الثالث من نموهم و بعد شهر بدأنا في تحضير بطانة الرحم من جديد و لكن لمدة شهرين لم تكن البطانة بوضعية مناسبة لإرجاع الأجنة و بعد القيام ببعض الخطوات الطبية الإضافية تم و أخير الحصول على ما أريده دائما - وهو رؤية صورة معينة لبطانة الرحم عند أي إمرأة عند تحضيرها لإرجاع الأجنة فأن دائما أقول للنساء عند البدأ في تحضير بطانة الرحم لإرجاع الأجنة: "أنا سأبدأ التحضير و لكنني لا أدري كيف ستكبر معي البطانة و أول ما أرى أنها جيدة و الجسم جاهر للحمل فسنقوم بتذويب و إرجاع الأجنة و إذا رأيت أن بطانة الرحم لا تمتلك الصورة المناسبة للقيام بإرجاع الأجنة فلن نفعل ذلك في تلك الدورة و سنظطر لتأجيل الإرجاع لدورة أخرى و التي من الممكن القيام فيها بخطوات إضافية لتحضير البطانة"
و أخيرا قمت بإرجاع 3 أجنة على اليوم الثالث من نموهم إلى تجويف الرحم
و بعد مرور 14 يوما قامت المرأة بفحص الحمل المنتظر و هنا كانت الفرحة - النتيجة إجابية (b-HCG - 1242 mlU/ml) و من هنا بدأمشوار مراقبة الحمل فبعد 10 أيام جاءت المرأة لتعرف كم عدد الأجنة التي تم الحمل بها و هنا كانت المفاجأة الثانية - إنه الحمل بتوأم.
إستمرينا طول الحمل بمراقبة كل الفحوصات اللازمة و كان كل شيء يسير عل ما يرام ما عدا الشهور الأخيرة من الحمل حيث بدأت فيه أعراض تسمم الحمل: إرتفاع الضغط كان يشكل أكبر خطر و يبشر بالولادة القريبة والعاجلة والمظطرة في البداية كانت الأدوية تعدل إرتفاع الظغط و كنت آمل أن يزيد وقت الحمل فكل يوم يمر هو أمل في الحصول على أطفال أكثر صحة و سلامة و نضوجة و لكن تسمم الحمل زاد أكثر و أصبح ظغط الحمل غير خاضع للجرعات العالية من الأدوية التي تستعملها المرأة و في الأسبوع ال36 تم إتخاذ القرار التام بالقيام بعملية قيصرية عاجلة لإنقاذ الأطفال و الأم و بالفعل في تاريخ ال25 من أكتوبر عام 2023 تمت الولادة بتوأم بنتان كالقمر ذواتا صحة جيدة.
كانت هذه قصة نجاح أخرى منحت أسرة بأكملها السعاده